الثلاثاء، 17 مارس 2020

ازمه كبيره بين امريكا والمانيا بسبب لقاح كورونا

تفاصيل الخبر 
ترامب يتسبب في ازمه كبيره بين امريكا والمانيا بسبب لقاح كورونا قد تنتهي بالحرب 
ترامب لا يفوّت فرصة دون التأكيد علي إنحطاطه، حتي في أزمة وباء كورونا..



في الثاني من مارس انعقد إجتماع في البيت الأبيض، ضمّ ترامب ونائبه مايك بنس وعدد من ممثلي شركات الأدوية مثل فايزر وجونسون أند جونسون للتباحث حول تسريع إنتاج فاكسين لعلاج كورونا، وعلي الطاولة كان يجلس شخص آخر تحدّث لمدة دقيقتين فقط، وهو مواطن أميركي يُدعي دانيل مينيشيلا، يعمل كرئيس تنفيذي لإحدي الشركات الألمانية الواعدة في مجال إنتاج العقاقير والتي تنشط في ولاية بادن فورتمبرج..شركة كيور فاك الألمانية حديثة جدًا، أنشئت في عام 2000، لكن اكتسبت شهرتها في مجال التكنولوجيا الحيوية بسرعة صاروخية، وعملت مع المؤسسة الخيرية لبيل جيتس، لتطوير لقاحات أكثر فعالية ضد الملاريا في إفريقيا، وتعمل حاليًا علي التوصل لفاكسين ضد كورونا، ومن هنا كانت دعوتها للإجتماع بترامب..مينيشيلا قال عبارة واحدة متصلة لترامب ومايك بنس..‘‘ نعتقد أن بإمكاننا تطوير لقاح ضد كورونا، بسرعة، بسرعة كبيرة جدًا‘‘..ومن ثمّ عرضت إدارة الرئيس الأميركي انتقال الشركة من مقرها في توبنجن للولايات المتحدة، مع مخصصات مالية بقيمة مليار $ بشرط أن يكون اللقاح المنتج مُخصص حصريًا للولايات المتحدة.

بعد الإجتماع بأسبوع فقط، انفضح الأمر في تقارير صحافية ألمانية تكشف المطامع الأميركية في اللقاح الألماني تفصيلًا، وألمانيا بأكلمها استُنفرت ضد ترامب، وتصرف برلين كان فوق المثالي، قياسًا علي أنها بالفعل صمتت علي سيل من الإنتهاكات الأميركية الفضائحية بحقها خلال العشر سنوات الأخيرة، وأبرزها فضيحة التنصت عام 2015.. وقتها اكتشف أن مقر الإستخبارات الأميركية في Bad Aibling في ولاية بايرن، يتجسّس علي هاتف ميركل منذ 6 سنوات، ثم كبرت الفضيحة بشكل هيستيري، لنكتشف أن واشنطن تجسّست علي هواتف كل المستشارين الألمان في آخر 25 سنة، من هيلموت كول لشرودر لميركل فضلًا عن وزراء حكومتها مثل زيجمار جابرييل وأوسكار لافونتان، والضربة القاضية بالتجسس علي الأسرار الصناعية الألمانية لشركة زيمنس، وشركات أوروبية عملاقة تدخل فيها ألمانيا شريكًا مع فرنسا وبريطانيا، مثل شركة إيرباص العدو اللدود لبوينج الأميركية..تجسس علي رأس السلطة واحتمال سرقة أسرار صناعية، ورد الفعل الألماني كان عار خام، عندما خرجت ميركل لتقول أنه من المؤسف أن الأصدقاء لم يعودوا أصدقاء، وأنها تحتاج لإعادة بناء الثقة مع الإدارة الأميركية.

لكن علي ما يبدو أن الألمان تحلوا بقدر أكبر من الكرامة تلك المرة في وجه الولايات المتحدة..الأميركي ميننشيلا تمت إقالته بهدوء من شركة كيور فاك، وتم تعيين مؤسس الشركة وأحد كبار مستثمريها الألماني إنجمار هور علي رأس الإدارة التنفيذية، ثم خرج المسئولون الألمان بسيل من التصريحات الحادة، أبرزهم بيتر ألتماير وزير التجارة، بعبارة لا تحمل أي لبس ‘‘ Deutschland steht nicht zum Verkauf..ألمانيا ليست للبيع‘‘، ومن بعده خرجت الشركة، برئيسها التنفيذي الجديد، لترد علي ترامب بعبارة مهذبة، إن عقارها الذي تعمل علي تطويره سيكون متاح للبشرية بأكلمها وليس لأفراد بعينهم..ألمانيا بالتأكيد ليست ملاك، كورونا في وجهها الآخر، صراع عملاق بين اقتصادات تريليونية علي السبق في الإكتشاف والسيطرة علي سوق العلاج، ولا هي ستخدم البشرية لوجه الله، بتوريد عقار تبلغ كلفة تطويره زهاء مليار يورو بالمجان، ويعنيها الحفاظ علي موقعها كأكبر مُصدّر للأدوية في العالم ب 56 مليار $ تليها سويسرا ثم بلجيكا، تعقبها فرنسا ثم الولايات المتحدة في المرتبة الخامسة بما قيمته 22.5  مليار دولار، وفي حال كانت المصنع السباّق لللقاح، ستحرص الشركة والدولة علي الإستفادة للحد الأقصي ماليًا ومعنويًا..إنما حقارة ترامب أنه يرغب في اللقاح ‘‘حصرًا‘‘ للأميركيين..تاجر أزمة، ونهّاز فرص وضيع، ليس مهمًا أن تتعرض البشرية لأكبر تحدي صحي منذ عقود، المهم أن يسرق هو اللقاح لشعبه، ولينحرق العالم، وليته حتي مطوّره، لأ، نفس أسلوب الإغارة الأميركية، لا فارق بين سرقة نفط عراقي بصواريخ التوماهوك، أو الإستيلاء علي مشروع بحثي ألماني برشوة بمليار دولار..المهم إنجاز مُغتصب، يكسب به معركة إنتخابية عند الناخب الأميركي الإنجيلي الأبيض !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحله عبر الزمن

  الطرق الصحيحة للبحث عن الآثار:  رحلة عبر الزمن يُعدّ البحث عن الآثار رحلةً مُثيرةً عبر الزمن، تهدف إلى الكشف عن أسرار الحضارات القديمة وفه...