الجمعة، 17 أبريل 2020

رواية الجيش الابيض للكاتب نجيب محفوظ


[ عكس الاتجاه...🥺]

من اجمل ما قرأت في الفترة الاخيرة، فكرة جديدة تعكس الواقع الذي نعيشه بقلم الاديب الواعد ا/ امير الالفي في اولي تجاربه الروائية ونتمني ألا تكون الاخيرة😢، وان تستمر رحلة الابداع😓.

المكان: شارع جامعة الدول العربية 
الزمان: الواحدة صباحا
سيارة شرطة تتجه بحذر شديد نحو لجنة طبية.. يقف في منتصف الطريق طبيب في أوائل الأربعينات، نحيف وضعيف البنية، يرتدي بالطو أبيض فخم وساعة ذهبية غالية الثمن وتحيط بعنقه سماعة طبية.. الطبيب محاط بمجموعة من التمرجية ذوي بنية قوية وشوارب غير مهندمة

- يبتسم الضابط بعشم: "مساء الخير يا معالي الدكتور"
• الطبيب بوجه عابس وكأنه لم يسمع الضابط: "رخص البوكس وشهادات التطعيم"
يخرج الضابط الشهادة والرخصة ليعطيهما للطبيب
• يتفحص الطبيب شهادة التطعيمات ببطء قاتل، ثم يسأل الضابط: "فين تطعيم الانفلونزا الموسمية يا محمد؟"
- "أخدته يا باشا مكتوب عند حضرتك أهو"
• "أيوه بس ده مش مختوم"
- "الختم تحت أهو يا باشا بس ممسوح شوية"
• يبدأ الطبيب في مراجعة رخصة السيارة بدقة، وكأنه يتعمد تعطيل الضابط.. "البوكس ده آخر مرة اتعقم كان امتى؟"
- "يا فندم متعقم الاسبوع اللي فات، الاسبوع ده كنت بغطي دوريات في أكتر من منطقة وماكانش فيه فرصة أعقم"
• يرد الطبيب بلهجة ساخرة "ولما أنت مهم كده ماطلبتش منهم عربية تانية متعقمة ليه"
- "ماينفعش يا فندم آخد بوكس جديد كل اسبوع، مش سرنجة هي"
• يستشيط الطبيب غضبا من رد الضابط ويبدأ في ركل السيارة: "أنا هوريك السرنجة دي هيتعمل بيها ايه.. انزل لي يا روح أمك"
- ينزل الضابط من السيارة ليتفاجأ بمجموعة من التمرجية ينهالون عليه بالسباب وبعض اللكمات الخفيفة.. يحاول الضابط الدفاع عن نفسه ولكنه يعلم أن مبادلة الاعتداء على طبيب أو تمرجي قد تدمر مستقبله هو وأسرته، فالأطباء أصبحوا على قمة هرم مراكز القوى في الدولة منذ انتشار الوباء.. انتهي الشجار سريعا وتم التحفظ على الضابط في عربة إسعاف تمهيدا لنقله لمستشفى الصدر شديدة الحراسة..
- يحاول الضابط التراجع عن موقفه ويخاطب الطبيب بصوت هادئ: "يا باشا أنا ماقصدش حاجة والله أنا على رجلي من الصبح، شغلانتنا كلها توتر وأعصابي تعبانة شوية حقك عليا"
• "هو أنا كل ما أوقف حد مخالف الإجراءات الطبية يعمل لي فيها الشهيد الحي وشغلانته صعبة؟ انا هعلمك ازاي ترد على دكتور كويس إنشالله يكون عندك طلق مش مرهق بس"
يبدأ الطبيب في تلفيق تقرير مفاده أن الضابط يعاني من حمى وسعال شديد والادعاء كذبا  أنه حاول الفرار من اللجنة والاعتداء على الطاقم الطبي ولكن تمكنت القوات الطبية من السيطرة على الموقف
- يرد الضابط بنبرة صوت شبه باكية: "ليه كده يا دكتور حسبي الله ونعم الوكيل ده أنت حتى ماحاولتش تقيس حرارتي"
• الطبيب بنبرة حادة: "بس كده؟ أنت تؤمر.. يا عماااااد، هات الترمومتر الشرجي من الدرج، ها لو تحب نقيس هنقيس"
ينخرط التمرجية في الضحك مجاملة للباشا الطبيب الذي ترك المشهد وعاد للإشراف على اللجنة بحثا عن فريسة جديدة ليمارس سطوته عليها.. الضابط يستغل انشغال الطبيب والتمرجية ليجري بعض الاتصالات بحثا عن مخرج من هذا المأزق.. الضابط يداه ترتعشان فهو يعلم أن مستقبله متوقف على هذه المكالمة
- بعد دقائق قليلة ينادي الضابط على الطبيب وقد انفرجت أساريره قليلا: "معالي الدكتور بعد اذنك فيه حد عايز يكلمك"
• "يابني ماتحاولش أقسم بالله لو جبت وزير الداخلية بنفسه هقعده جمبك هنا في الإسعاف"
- "لا يا باشا مش وزير الداخلية، ده عمرو بيه الدكروري سكرتير مدير مستشفى الحميات"
يسارع الطبيب في الرد على عمرو بيه بمنتهي الأدب، فقد أصبحت مستشفى الحميات جهة سيادية في ظل الوضع الراهن.. تنتهي المكالمة بتعليمات من عمرو بيه بإخلاء سبيل الضابط.. 
• يحاول الطبيب حفظ ماء وجهه بخطاب ودي للضابط: "يعني ينفع كده يا حمادة اللي حصل ده؟ احنا على آخرنا وسايبين بيوتنا عشان نحميك وأنت عامل زي فرقع لوز وبتطوّل لسانك علينا كمان؟ على فكرة عمرو بيه بتاعك ده ولا يقدر يعمل حاجة بس أنت حظك حلو أنك ماوقعتش في إيد دكتور شرّاني.. بعد كده لما تكلم طبيب تكلمه بأدب عشان ماحدش يقل منك"
ينصرف الضابط بانكسار متوجها لقيادة سيارته.. وجهه مجمد الملامح وكأنه وجه جثة في ثلاجة الموتى، وسرعان ما انهمرت الدموع من عينيه بشكل هستيري.. يخرج الضابط هاتفه لإجراء مكالمة جديدة، يرد عليه  الطرف الآخر بعد محاولات اتصال عديدة
- "أيوه يا إيهاب، معلش يا حبيبي صحيتك من النوم.. محتاج منك طلب ضروري يا إيهاب، شوف لي شغلانة بره البلد الله يرضى عليك.. أي حاجة إنشالله فرد أمن في مول حتى.."

#امير الالفي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحله عبر الزمن

  الطرق الصحيحة للبحث عن الآثار:  رحلة عبر الزمن يُعدّ البحث عن الآثار رحلةً مُثيرةً عبر الزمن، تهدف إلى الكشف عن أسرار الحضارات القديمة وفه...